الأربعاء، نوفمبر 30، 2016

اصلاح التعليم في تونس

افهم و أتفهم ردة فعل الاطار التعليمي ضد الوزير...ردة الفعل هذه لا يمكن فهمها دون الرجوع للمرجعية الثقافية و التاريخية للاطار التربوي و المجتمع التونسي بصفة عامة...ثقافيا لم نتعوّد على المسارات و التفاعلات ...تعودنا فقط على تقبّل القرارات او رفضها...في كلّ الميادين..ينزل علينا الوحي فنؤمن او نكفر به...كذلك كانت كل السياسات و القرارات الاستراتيجية في كل الميادين بما فيها التعليم...لذا يعتقد اغلب الاطار التربوي ان اصلاح التعليم هو عبارة عن مجموعة من القرارات التي تؤدي الى التعليم الأمثل...هذا المفهوم الخيالي الغير موجود واقعيا...ان المتأمل في تاريخ بيداغوجيا التدريس يرى انه تقريبا كل 10 سنوات يتم انتاج نظرية جديدة تفنّد مزاعم النظرية السابقة...هذه النظريات تدرس للطلبة و يطبقها الاساتذة...في بلد مثل تونس عادي ان يحارب بعض الاساتذة من اجل نظريات خرجت في الستينات او السبعينات...فلسفة يا حسرة على قبل...لذا من الطبيعي ان لا ينجح اي تغيير او محاولة اصلاح مباشرة...فالاصلاح مسار فيه كرّ و فرّ...و يتطلب تدقيقا و رد خبر...اذكر حوارا مع بروفسور ألماني يطوّر مناهج تعليم عن بعد و يبيعها بآلاف اليوروات...لكنه يقدمها مجانا للجامعات التي تقدم له فيد باك دقيق
(feedback)
...لان التطوير و الاصلاح مسار و ليس لحظة يتخذ فيها قرار....من الناحية التاريخية كان اليسار يلجأ للنقابة لمواجهة النظام في عهد الدكتاتوية...و كان ذلك محبذا في ظلّ حظر النشاط الحزبي...ولكن هذا الدور لم يعد له موجبا في عهد ما بعد 14 جانفي..فالنقابة لا يجب ان تكون صوت معارضة سياسية...هذا الخلط بين السياسي و النقابي كانت له جوانب اجابية و الحق يقال في الاول...اهمها لجم الاخوان و كانت النقابة صد الدفاع الاول و الكثر تنظيما ضد الاخوان...و لا احد ينكر ذلك...لكن تواصل هذا الدور الآن أصبح مقلقا و مساهما في خلط اوراق يجب ان تفصل عن بعضها...و اعني النقابي و السياسي...لا يجب على النقابة ان تكون في خصومة سياسية مع الوزير او الحزب الحاكم...لذا ارى شخصيا ان اي راغب في التغيير سيكون في حقل الغام و مواجهة مع الجميع...اولهم الاطار التربوي و ليس آخرهم النقابة..

ليست هناك تعليقات: