الاثنين، ديسمبر 04، 2006

عشرينية طابع السفر إلى الخارج.. مثــال حـيّ للظـــرفـي الـذي يــــــدوم




لم تجد الحكومة أفضل من الترفيع في معلوم طابع السفر إلى الخارج للاحتفال بمرور 20 سنة على دخول هذا الاداء - الذي يكاد يكون فريدا من نوعه في العالم - حيز العمل.. ولازلت أذكر أنه عندما تم إقرار هذا الاداء كانت البلاد تشكو عجزا فادحا في العملــــة الصعبة وقد أعلــن آنذاك الوزير الاول محمد مزالي أنه أداء ظرفي لتعديل الميزانية مطمئنا الجميع بأنه لن يدوم.. لكن مزالي ذهب و«التنبري» بقي.. ورغم احتجاجات البعض والكتابات الصحفية الناقدة بين الفينة والاخرى ظل الاداء قائما.. واليوم تقرر

الترفيع فيه بدعوى أن ذلك لم يتم منذ 1986 وحتى أن كانت الغاية من الترفيع نبيلة وهي دعم صندوق التشغيل فإنه بالامكان العثور على حلول بديلة ومعقولة من ذلك توظيف ما يمكن أن توفره مداخيل «التنبري» ضمن الاداء على المطار.. وبحكم أن مطاراتنا يؤمها سنويا أكثر من 5 ملايين مسافر فإن الترفيع لن يكون ذا بال لكنه ذو فائدة لانه يدعم القدرة الشرائية للتونسي التي ما انفكت تتدهور أمام كثرة المتطلبات كما يدعم امكانيات مؤسساتنا الاقتصادية التي تعتمد العديد منها في جهودها الترويجية على التصدير مع ما يتطلبه ذلك من سفر لمسؤوليها وأعوانها على امتداد السنة زد على ذلك المؤسسات الاجنبية والتي ترغب دوما في تخفيض كلفة انتاجها لتطوير نشاطها بتونس..

إن الجميع يقرّ بأن هذا الاداء على السفر مجحف ومكلف وأن هذا الاقرار سيتدعم أكثر بعد أن يتم الترفيع مع حلول السنة القادمة إلى ستين دينارا أي زيادة بالثلث دفعة واحدة.. ستون دينارا توظف على الجميع حتى «ولد ليلة» في حين يمكن اليوم بفضل التخفيضات التي تقترحها بعض شركات الطيران السفر بـ 85 دينارا من فرنسا إلى تونس.. وهو ما سنعيشه قريبا مع انفتاح الاجواء... فهل يأتي يوم يصبح فيه «تنبري» السفر أغلى من التذكرة؟

ليست هناك تعليقات: