الجمعة، جانفي 19، 2007

أنــــــــا و الــــــسلـــــفــــــيــّـــــــة

Xtravaganza

الحمد لله المانع الستّـار اللّي خلق القطوس والفار وجعل مطرقة فوق كلّ مسمار، أمّا بعد فيا إخواني في الكفاح من أجل القدّيد المملّح والإسمنت المسلّح والسبادري المضرّح، أيـّـتها الطبقات الكادحة المظلومة، المسكينة والمهمومة ذات الحياة المزمومة. أعلن لكم في هذه الليلة المشهودة ، والناس شطرها راقدة وشطرها ممدودة أنّي بعد الفحص والتدقيق، ومن غير ترهدين وتنوفيق، إكتشفت اللي أنا إنسان سلفي وما في باليش بروحي، والحكاية هاذي ماهيش جديدة، عندها مدّة وأنا غارق فيها من غير وعي، والحمد والشكر لله أنّها الأحداث الأخيرة متاع الفوشيك ولاّ هي الكرتوش اللّي صار في بلادنا خلاّني نفيق بخطورة وضعي ونقرر باش نتوب ونستقيم ونعرف خطورة السلفيّة هاذي وفين تنجم توصل بصاحبها والعياذ بالله. توّة تقولو إنتوما كيفاش الفرّادي هاذا ماركة بيرّة و بلعة وبنات وريق بارد، لا يصلّي ولا يمشي للجامع ولا يعمل جبّة ولا كشطة وجاي يكذب علينا عقاب الليل؟ هذا ما يكون صبّاب قوّاد، حاطّينو باش يطيّح العباد. أما نحبّ نطمّنكم ومن غير ما نوصلو لكلام العيب، أنّها السلفيّة متاعي أنا، واللّي لقيتها زادة عند عدد كبير من التوانسة، هي سلفية من نوع جديد، وماهيش كيف السلفية متاع جماعة بن لادن والظواهري، هاذيكا اللّي يقولولها السلفيّة الجهاديّة، متاع الإرهاب والسلاح ، لااا يا بابا، خاطي خوك، أنا السلفيّة متاعي إسمها السلفيّة على-قدر-الجهيّديـّة، يعني سلفيّـة متاع هاذاكة حدّ الجهيّد وأعطيني متاعي يرحم والديك.

وهو كيف تجي تشوف، وقبل ما نبدا نفسّرلكم في السلفيّة متاعي الجديدة، ما فيها باس كان نفسّرو للنّاس اللّي ما تعرفش آشنوّة معنى كلمة السلفيّة اللّي جات منها تسمية التيارات متاع الإسلام المتطرّف الموجودة على الساحة العالميّة واللّي شرّفتنا بحضورها في زيارة إنشالله تكون الأخيرة من نوعها المدّة اللّي فاتت. السلفيّة هاذي جاية أصلا من كلمة السّلف، بالفتحة على السين وعلى اللاّم، والسّلف هوما الناس اللّي عاشو قبلنا ومشاو على رواحهم، أما علاش السّلفيّة بالذات؟

على خاطر الناس اللّي تتبع في السلفيّة هاذي تؤمن بأنّ النّصّ القرآني أو القواعد متاع اللإسلام بصفة عامة لازم الإنسان يقراها ويفهمها بالمعنى اللغوي الأوّل متاعها من غير ما يحاول باش يخدّم الدماغ متاعو ويفهمها فهم واسع بالإعتماد على قواعد المنطق، يعني مثلا وباش نبسّط الحكاية على الآخر، إذا نفرضو أنّو القرآن أو الحديث يقول أنّو يلزم كيف تبرد الدنيا نشعّلو الحطب، المسلم السلفي يقوللك ما نشعّلو كان الحطب، لا شوفاج سونترال ولا ريشو بالقاز ولا حتّى بالكهرباء، حتّى كان تبدى قاعد في بيت صالة شاريها بأربعة ملاين بالكمبيالات، الحطب يعني الحطب. من جهة أخرى فمّا ناس مسلمين يفهمو الحكاية بطريقة أخرى يدخل فيها تفكير البشر وعقلو والمنطق، بحيث يقيس ويقول أنّو الحطب كان هو أداة التسخين الوحيدة في الوقت هاذاكة، والمفيد هو أنّو الواحد يدفـّي أجنابو، إنشالله حتّى بقنبلة نوويّة. حاسيلو هذا فقط من باب التبسيط المملّ والمبالغ فيه شويّة باش ناخذو فكرة على الفكر السلفي منين جاي. وبما أنّ الفكر السلفي هاذا يقوم ويقعد على النصوص والأحاديث وبالتحديد على الجانب اللّغوي منها فإنّ العلوم والثقافة والخدمة الأهم بالنسبة للبشر هي في البحث في العلوم اللغويّة (كيف النحو والصرف) من جهة-وهذا كان سبب عبر العصور في بلوكاج للعلوم القائمة على العقل واللإستنباط للأفكار الجديدة، يعني بالعربي ما قعدت كان صناعة الكلام وضربان اللوغة- ومن جهة أخرى في تناقل مجموعة النصوص من قرآن وحديث من جيل إلى جيل مع المحافظة على محتواها من غير ما تكون فمّا محاولة لإعادة القراءة والتفسير على غير الطريقة اللّي فسّر بيها السّلف الصالح كيما يقولو هوما، يعني ناس بكري قالو كل شيء وفسّرو كل شيء وفهمو كل شيء واللّي باش يعاود يفسّرمن بعدهم ينجّم يهرب عن المعنى الأصلي ويحرّف الحقائق الثابتة، هذا في التطبيق ما خلّى الناس قعدت تحفظ شربة ماء من غير ما تحاول تشوف أبعاد النصّ والمعاني المختلفة اللّي يمكن يتحمّلها، وتورث في الأفكار هي بيدها من جيل إلى جيل، خير سلف يعدّي الكورة لخير خلف والمسلمين راقدة على وذنيها والعالم قاعد يتقدّم.

اليوم بعد ما تخربت الدنيا على ريوسنا، قامو جماعة قالّك هاذاكة الكلّو صارلنا على خاطر بعدنا على الدين متاعنا وعلى السلف الصالح متاعنا، والحلّ هو في الرجوع للسلفيّة باش تتصلّح الأمور ونرجعو الربوبة متاع العالم كيما كنّا في عهد شفلوح إبن ذبّوح. يعني ما يزّيش الهمّ اللّي نعانيو فيه وزيد نرجعو نعاودو الكارثة من أوّل وجديد. حاسيلو من غير ما نزيد نطوّل عليكم، التفكير السلفي بصفة عامة قايم على أفكار غير منطقيّة بالكلّ، ومشروعو باش يرجّعنا راكبين على البهايم، هذا إذا كان موش البهايم راكبة علينا. والأمرّ من هذا هو أنّ الشباب اللّي يتبّع في التيارات السلفيّة الجهاديّة ساعات، ويمكن حتّى في أغلب الوقت ما يبداش فاهم حتّى الأسس الفكرية متاع الشيء اللّي يعمل فيه، ويتصرّف على إعتقاد بأنّو الشيء هاذاكة هو الإسلام الصحيح ومافيش غيرو، والأسباب اللّي تزيد تخلّيه يغرق في التطرّف بالطبيعة معروفة: شويّة جهل، شوية فقر، شويّة كبت، شويّة سياسة، شويّة عزلة، شويّة إعلام... حاسيلو مساكن وبرّة، ناس تقصف في أعمارها وفي أعمار غيرها بالباطل.

أما باللّه ملاحظة صغيرة قبل ما نتعدّاو للفكرة اللّي بعد: بالله ما تاخذوش كلامي على أنّو هجوم على الإسلاميين بصفة عامّة، على خاطر ماهمش الكلّ يحملو نفس الأفكار هاذي، بل فيهم ناس تؤمن بالإسلام المعتدل والعقلاني وبالتأويل وإستعمال العقل والمنطق في فهم الدين، وأنا ما نحبّش نجمع ونظلم البعض عن غير قصد، ولو أنّي نختلف معاهم في الفكر والرأي.

باهي... تقول إنتي توّة آشنوّة هالتيّار الجديد متاع السلفيّة اللّي نتبّع فيها أنا؟ يا سيدي يا مرحوم الوالدين السلفيّة هاذي جاية من السّلف متاع سلّف يسلّف تسليفا، يعني بالعربي سلف الفلوس. والسلفيّة هاذي تشدني جمعتين كل شهر، من نهارة اللّي نصرف فيه آخر دينار من شهريّـتي المحترمة، تلقاني خوك نضبضب منين باش نتسلّـف، نبداها بالبانكة، وهي من أكبر المموّلين متاع التيار السلفي، خاصّة عن طريق ما يسمّى بـ"الرّوج"، وهذا على عكس ما يدلّ عليه إسمو ماهوش شراب ولونو ماهوش أحمر، هاذا يا سيدي الإسم الحركي للسيّد اللّي يبدى يدخّل في الناس في السلفيّة من غير ما يشعرو، فلوس خارجة من الحيط، بالله ماهيش معجزة سمائيّة؟ آشكون مازال يقول لا للسلفيّة؟ بعد الرّوج نتعدّى خوكم للسلفيّة العائليّة، ونحنا في العائلة ما نفدلكوش بالحكايات هاذي، كلّ يوم دروس وحلقات نقاش سلفيّة بحتة، وساعات حتّى يولّي التطرّف هو الوسيلة الوحيدة باش يتفضّ النزاع ويوفى اللّغو والجدال. ومن بعد ما يقعدولي كان الأحباب والأصحاب، ونبدا عاد هات هات في السلفيّة، ومعمّل على الشهريّة الجاية اللّي قريب تتصبّ وننسى اللّي الشهر الجاي فيه مصروف كيما اللّي فات. حاسيلو هالسلفيّة هاذي بيعة مقطّعة وماهيش آفار بصراحة وأنا نعلن التوبة قدّامكم اللّيلة، راجيا الله لي ولكم بالمغفرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركات

هناك تعليق واحد:

عماد حبيب يقول...

البهايم ركبت عليهم من البارح موش من اليوم، المهم هوما و بهايمهم ما يركبوش علينا

;)