السيد أحمد الكحلاوي رئيس لجنة مقاومة التطبيع وجد فرصة لمقاومة إسرائيل. وذلك إثر مشاركة جريدة الصباح في مسابقة نظمها مركز بيريز للسلام.فبعد الانتهاء من إقامة مجالس العزاء لصدام ثم التهليل لانتصارات حزب الله وحماس في غزة، نجد لجنة السيد الكحلاوي دائما على جبهة وهمية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني. فما هو مضمون هذا التطبيع لمقاومته؟ فمصطلح تطبيع يوحي بطبيعية العلاقات ما بين الأفراد أو بين الشعوب. فما هي طبيعة العلاقات التي سادت تاريخيا وإلى حد هذا اليوم داخل المجتمعات الشرقية؟ فإذا كان المقصود من "علاقات طبيعية" التآخي والاحترام والتبادل الثقافي والتجاري الذي تحكمه قوانين واضحة ومتفق عليها فالعلاقات لم تكن أبدا طبيعية لا داخل المجتمع الواحد و لا بين المجتمعات. فمجتمع الجزيرة العربية كانت تحكمه الصراعات القبلية والعشائرية التي لبست فيما بعد لبوسا دينيا. فتمظهرت في حروب بين اليهود والمسلمين ثم فيما بين المسلمين أنفسهم. وإلى يومنا هذا لا يمكن الحديث عن علاقات طبيعية داخل الوطن الواحد. فمصر لا تخلو من المواجهات بين الأقباط والمسلمين والمطلع عن الصحافة المصرية يصاب بالرعب من الأبعاد التي يتخذها التحريض الطائفي، أما السودان فيعطي الأولوية للحروب المذهبية والعرقية على مقاومة المجاعة والفقر والجهل. واليمن في حرب يقول أنها بين الحوثيين- شيعةـ و جيش علي عبد الله صالح . أما القضية التي قال عنها الأعراب أنها قضيتهم المركزية، فبعد خمسين سنة من نضالهم للحصول على دولة فقد تحصلوا على دولتين. دولة تحكمها حماس التي مثلت بجثث أعدائها الكفرة من فتح وبعد التمثيل بالجثث قاموا أول أمس (17/8/2007) بتكسير قبر من مثلوا بجثته. ودولة بالضفة الغربية تقول بإمكانية قيام دولة لليهود ودولة للفلسطينيين. هكذا يمكن القول أن العلاقات الطبيعية ـ وفق منظور تاريخي ـ هي علاقات التقاتل والنهب المتبادل والصراعات القبلية والمذهبية والحروب الأهلية .من الأجدر أن يحول السيد الكحلاوي وجماعته لجنته إلى لجنة للتشهير بالحروب الطائفية ومقاومة الكراهية الدينية والتشهير بالأنظمة التي اتخذت من الاحتلال الإسرائيلي ذريعة لاحتلال شعوبهم وقهرهم وذلك ما يحصل في سوريا وغيرها. وحين تتحرر هذه الشعوب من الذين اتخذوا من "العداء"لإسرائيل وأمريكا أداة للعمل لنشر الأوهام سيكون بمقدورها تقرير مسألة التطبيع من عدمه
الاثنين، أوت 20، 2007
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق