الجمعة، سبتمبر 08، 2006

الاولى الجمعة 8 سبتمبر 2006

في حديث لمجلة «أرابيز»:

السيدة ليلى بن علي تتحدث
عن مجلة الأحوال الشخصية ومكانة المرأة في تونس ومكاسبها

تضّمن عدد شهر سبتمبر الجاري للمجلة الشهرية «أرابيز» حديثا خاصا للسيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية. وقد تصدّرت صورتها غلاف هذه المجلّة المهتمة بالعالم العربي والفرنكفوني.
وفي هذا الحديث أبرزت السيدة ليلى بن علي أنّ تونس حقّقت الإصلاحات الأكثر جرأة في مجال النهوض بأوضاع المرأة وأنّ هذه الإصلاحات التي تمّ الحرص فيها على الجمع بين الحداثة والأصالة أتاحت إقامة مجتمع متفتح قوامه المساواة بين المواطنين.
وأكّدت أنّه يتعيّن على كلّ مواطن سواء كان رجلا أو امرأة المحافظة على هذه المكاسب وحمايتها حتى تكون سدّا منيعا أمام الحركات الماضوية والرجعية.

وفي ما يتعلّق بمجلة الأحوال الشخصيّة التي تحتفل تونس بخمسينيتها ذكرت السيدة ليلى بن علي أنّ هذه المجلة تعدّ دون أدنى شك من أكبر إنجازات تونس حيث تقوم هذه المجلة على المساواة بين الرّجل والمرأة.

وأضافت أنّه مع تحوّل السابع من نوفمبر 1987 دخلت تونس عهدا من الإصلاحات وضع المرأة والأسرة في صميم هذه الحركة.

وتجلّت الإرادة السياسية للنهوض بحقوق المرأة بالخصوص من خلال الإصلاحات التي تم إدخالها على المنظومة التشريعيّة.. ومن بين الإجراءات الهامّة التي تمّت المصادقة عليها سنة 1993 الإجراء المتعلّق بتعويض مفهوم واجب طاعة المرأة لزوجها بمطالبة الشريكين بأن يقيما بينهما علاقات مبنية على الاحترام المتبادل وبأن يتقاسما مسؤولية التصرّف في شؤون المنزل وتربية الأطفال وكذلك إعادة النّظر في طريقة الطلاق وفي إعادة تحديد صيغ حضانة وولاية الأطفال، إضافة إلى إحداث صندوق ضمان النفقة وجراية الطلاق.

كما صدر سنة 1998 قانون آخر يدعم حقوق ومكانة المرأة التونسية كمواطنة كاملة الحقوق وأصبح بالتالي يحقّ للطفل مجهول النّسب أن يحمل لقب والدته.

وأكّدت السيدة ليلى بن علي أنّ الرئيس زين العابدين بن علي الذي راهن على قدرات وكفاءة المرأة لم يدخّر أي جهد من أجل دعم حضور المرأة التونسية في مواقع القرار وفي الحياة العامة انطلاقا من إيمان راسخ بأن تقدّم المجتمع وازدهاره رهين مشاركة نشيطة وفاعلة للمرأة في كلّ الميادين.

وحول نجاح التمشّي التونسي في مجال حقوق المرأة وموقعها الريادي أكّدت السيدة ليلى بن علي أنّ التمشّي الذي اتّبعته تونس في مجال النهوض بأوضاع المرأة هو تمشّ تونسي صميم نابع من قراءة مستنيرة لإرث بلادنا العربي الإسلامي، وهو كذلك تتويج لتيار واسع من الحركات الإصلاحية التي شهدتها تونس منذ وقت طويل.

وأشارت في هذا الشأن إلى أنّ العديد من المكاسب التي تحققت لفائدة المرأة التونسية مازالت محلّ جدل في عديد البلدان الأخرى بما في ذلك بلدان الضفة الشمالية للمتوسّط.

وحول مسألة التوفيق بين الالتزامات العائلية للمرأة والحياة المهنية ذكرت السيدة ليلى بن علي أنّ الدولة اتّخذت جملة من الإجراءات الرامية إلى تحسين المحيط المهني والاجتماعي للمرأة.

وفي ما يتعلّق بنشاط حرم رئيس الدولة في المجال الاجتماعي والإنساني سيما من خلال جمعية «بسمة» للنّهوض بتشغيل المعاقين أكّدت السيدة ليلى بن علي أنّ للحركة الجمعياتية دورا كبيرا في إرساء مجتمع تتكافأ فيه الفرص، وتقدّم جمعية «بسمة» مساهمة متواضعة لما يمكن أن ينجز على مستوى وطني ودولي بهدف رفع تحدّي الإدماج الاجتماعي والمهني للأشخاص الحاملين لإعاقة.

كما تعرّضت السيدة ليلى بن علي إلى دور المرأة العربية المدعوة إلى بذل مزيد من الجهود لتعزيز دورها في المجتمع وحتّى تسهم في إرساء عالم أكثر عدلا وتسامحا.


ليست هناك تعليقات: