الأربعاء، سبتمبر 20، 2006

الاولى الأربعاء 20 سبتمبر 2006

أزمة الاتحاد العام لطلبة تونس:

هل عصفت وجهات النظر المتباينة والخلافات بين الأطراف المعنية بفكرة إنجاز مؤتمر توحيدي؟

تونس- الصباح:
ما تزال الأزمة التي يمر بها الاتحاد العام لطلبة تونس منذ أشهر تعيق تجسيد فكرة تأسيس مؤتمر توحيدي يجمع بين كافة الأطراف الطلابية على مختلف توجهاتها. ورغم أن فكرة المؤتمر التوحيدي لاقت إجماعا نادرا من قبل القيادات الطلابية المتنازعة لشرعية التمثيل النقابي وصل إلى حد الاتفاق قبل أشهر قليلة على إنجاز المؤتمر 25 للاتحاد في صيغة توحيدية خلال صائفة العام الجاري، إلا أن الإجماع سرعان ما خاب بريقه وانفض شمله مع حصول خلافات جوهرية بــــــين الأطراف المتنازعة حول تفاصيل عقد المؤتمر وخاصة حول كيفية توزيع الانخراطات وتنظيم الانتخابات الجزئيـــــــــــة.

عودة لبوادر الأزمة

بوادر الأزمة الحالية أو جذورها في الواقع تبدو من خلال المستجدات الحاصلة خلال الفترة الأخيرة امتدادا للأزمات السابقة، فبعد أن حصل اتفاق منذ بداية العام الجاري بين السيد عزالدين زعتور الأمين العام الحالي للمنظمة الطلابية وما يسمى بمجموعة السيد جمال التليلي (الذي كان يتزعم مكتبا موازيا لزعتور بعد حصول خلافات بينهما قبل انقضاء الفترة النيابية السابقة للمؤتمر23 ) سمح لهما بخوض انتخابات المجالس العلمية للسنة الجامعية الماضية بصفة مشتركة، وبعد أن اعتبر ذلك الاتفاق لبنة أولى ومرجعا لتأسيس فكرة المؤتمر التوحيدي لاحقا، تجدد الخلاف مجددا بين الأطراف المعنية على خلفية طريقة طبع وتوزيع الانخراطات.

يذكر أن الطرفان كانا قد أصدرا بيانا مشتركا قبل موفى السنة الماضية ينص على الاتفاق على خوض انتخابات المجالس العلمية التي انتظمت يوم 15 ديسمبر الماضي في قوائم موحدة. وكان البيان المذكور الذي جاء في وقت كثر فيه الحديث عن وجود مساع تهدف لإقرار المصالحة بين الأطراف المختلفة- مهد الأرضية للاتفاق فيما بعد على الإعداد للمؤتمر القادم للاتحاد الذي كان مقترحا عقده في شهر جويلية الماضي، والمشاركة في الانتخابات القاعدية لاختيار نواب المؤتمر عبر تشكيل لجنة مشتركة للإشراف على ذلك، وقد اعتبر الاتفاق آنذاك حسب الموقعين عليه «خطوة جادة ومسؤولة لتجاوز الازدواجية الهيكلية والوضع الراهن للاتحاد».

ويؤكد في مستوى آخر على أهمية «تجاوز الوضع الراهن وتغليب مصلحة المنظمة ووحدتها عن كل رؤية ضيقة فردية أو فئوية أو حزبية».

قيادة موحدة لإعداد مؤتمر توحيدي..؟

ثم أصدرت مطلع أوت المنقضي مجموعة أطلقت على نفسها اسم «اللجنة المشتركة لإعداد المؤتمر التوحيدي للاتحاد» (وهي مجموعة يساندها بعض الأعضاء المنتمين لمكتب زعتور تطلق على نفسها مجموعة «النقابيين الراديكاليين المستقلين..» و ما يسمى بـ«مجموعة جمال التليلي) بلاغا تحصلت «الصباح» على نسخة منه تعلم فيه عن تشكيل «قيادة موحدة» أوكل إليها مهمة طبع انخراطات الاتحاد للإعداد للمؤتمر التوحيدي وتشكيل اللجان الجزئية المشتركة وإعداد روزنامة أولية للانتخابات القاعدية. وذلك كرد فعل على حصول تباين في وجهات النظر بين الأطراف المعنية.

مواعيد وندوات

نفس المجموعة حددت موعد 15 أكتوبر المقبل كحد أقصى للانتهاء من تشكيل اللجان الجزئية يتم بعدها الشروع في توزيع الانخراطات وتنظيم الانتخابات الجزئية، وذلك حسب ما أفاد به السيد شاكر عواض أحد أعضاء ما يسمى بـ«القيادة الموحدة» والذي أكد على أن «الدعوة ما تزال مفتوحة إلى كافة الأطراف النقابية والمناضلين للالتحاق بخطة التوحيد باعتبارها المخرج الوحيد لأزمة الاتحاد. وأن برنامج التوحيد يرتكز أساسا على احترام قانون المنظمة وميثاقها الداخلي وقرارات القاعدة في اختيار من يمثلها بكل ديموقراطية». حسب قوله.

وأضاف ذات المصدر أن «القيادة الموحدة» ستنفذ برنامج نشاط ميداني يتمثل في تنظيم ندوة وطنية يوم غد الخميس بكلية 9 أفريل بتونس تحمل عنوان «المؤتمر التوحيدي خطوة ضرورية لتجاوز أزمة الاتحاد» من المقرر أن يشارك فيها ثلة من قدماء الاتحاد. إضافة إلى تنظيم تظاهرة ذات مضمون توحيدي تشمل مختلف الكليات والمؤسسات الجامعية خلال الأيام المقبلة للتعريف أكثر بخطة التوحيد وأهدافها. مع إمكانية عقد برنامج في شهر رمضان يتضمن عقد سلسلة من الندوات التي ستتمحور أساسا حول الملفات ذات العلاقة بمشاغل الطلبة على غرار برنامج «إمد» والمنحة الجامعية والسكن.

مؤتمر موحد في فيفري؟

وذكر نفس المصدر أنه مجموعة «القيادة الموحدة» حددت شهر فيفري القادم كموعد أقصى لعقد المؤتمر التوحيدي وذلك في انتظار حصول ما وصفه بـ«فرصة لبسط وجهة نظر المجموعة إلى وزارة الإشراف في إطار حوار جدي حول الأزمة الراهنة التي تمر بها المنظمة الطلابية».

جدير بالذكر أنه بالتوازي مع هذه المستجدات يواصل السيد عزالدين زعتور الأمين العام الحالي للمنظمة الطلابية التحضير للمؤتمر القادم الخامس والعشرين للاتحاد، واستكمال عملية تجديد انتخاب المكاتب الفدرالية في مختلف الأجزاء الجامعية.. علما أن زعتور كان قد أفاد في تصريح سابق لـ«الصباح» انه ينتظر أن يتم إثر الانتهاء من علميات توزيع الانخراطات واستكمال تجديد ما تبقى من المكاتب الفيدرالية أن يصل عدد المؤتمرين أكثر من 300 مؤتمر سيصوتون لتجديد انتخاب مكتب تنفيذي جديد لاتحاد الطلبة خلال المؤتمر القادم..

يذكر أيضا أن الهيئة الإدارية للاتحاد(بزعامة زعتور) عقدت موفى جويلية الماضي وجهت هي الأخرى نداء دعت فيه «جميع الأطراف الطلابية «المسؤولة» لمزيد تفعيل النقاش الجدي والهادف» مؤكدة «أن إنجاز مؤتمر موحد وممثل ديمقراطي مهمة كل الأطراف الطلابية».. وكان زعتور قد أكد كذلك في ذات السياق أن فكرة عقد مؤتمر توحيدي «ما تزال ممكنة وأن النقاش حولها ما يزال مفتوحا وأن الاتحاد يظل أولا وآخرا مفتوحا لجميع الطلبة وللآراء المختلفة».

وبين هذا وذاك يظل مآل الأزمة الراهنة التي تعصف بالمنظمة الطلابية مجهولا في ظل إصرار الأطراف المعنية على مواقفها، وقد تكشف الأيام القادمة مستجدات في علاقة بذات الملف. فهل ستشهد الأزمة انفراجا أم ستزداد تعقيدا..؟

رفيق بن عبد الله




ليست هناك تعليقات: