كنت قد تناولت في المقال السابق الاسباب السياسية؛ و سأجاول الآن ان ابين بعض الاسباب الثقافية
الأسباب الثقافية
لطالما كان قياس تقدم امة و مدى تحضرها بمدى ما تنتجه من كتب؛ الكتابة هي احد اهم رموز الحضارة بل و ربما حجرها الاساس؛ و ليس من الغريب ان يكون احد اهم ظواهر تخلفنا هو ضعف انتاج الكتب في العالم العربي؛ فمعدل انتاج الكتب في العالم العربي لم يتجاوز 1.1% من الانتاج العالمي رغم ان العرب يشكلون 5% من سكان العالم-تقرير التنمية العربية 2003- الا ان الكتابة في القرن 21 لم تعد تقتصر على الكتاب؛ بل اصبحت الانترنت و الكتابة الالكترونية مقياسا للتقدم. فلو اردنا ان ننشأ مجتمع معرفة عربي فانه من الواجب اولا توفير المادة اللازمة في صفحات الواب حتى تكون مسرحا لتفاعل الفكر العربي؛ انا أعلم ان الوضع صعب و ان الظروف غير مشجعة للشباب العربي؛ و لكن هذا مصير امة و يجب على الشباب الذي يعتبر نفسه واع و ينظر للهوية و القومية و غيرها من الشعارات ان يتحمل مسؤولياته و يناضل من اجل حاضر و مستقبل افضل؛ لأن الهروب و استسهال الكتابة باللغات الاجنبية بدعوى انها اسهل و اكثر تطورا؛ او القول ان اختيار اللغة غير مهم بقدر المحتوى؛ اقول هنا ان الشكل هو المحتوى؛ فكيف لك ان تنظر للهوية و تحارب تخلف امة و انت تتجاهل لغتها و احد اهم مؤسسات الهوية؛ فاذا كان هناك تخلف في هذه اللغة فانه من مسؤوليتك ان تقوم بتطويرها و نأتي بذلك الى الاسباب اللغوية الصرفة؛
الاسباب اللغوية
ان اللغة التي لا تستعمل تموت؛ قد يبدو هذا مبالغة لكن الموت هنا قد لا يكون كليا ولكن في مجال دون غيره؛ فكما ان لغة العلوم العربية تحتضر فان اللغة العربية في مجال الانترنت قد ولدت ميتة؛ نحن نلوم العلماء و المثقفين العرب على انهم تجاهلوا اللغة العربية و قاموا بالكتابة بلغات اخرى؛ بل و نتهمهم ببيع ذممهم و نسيان مشروع التنمية العربي؛ ونلوم الحكومات و السياسات التعليمية على انها لم تركز على تعليم العربية و لا توفر ظروفا حسنة للبحث العلمي؛ ما ينتج عنه هجرة الغقول الى الثقافة الغربية حيث الظروف الملائمة؛ و حيث يكون لما تكتبه قيمة؛ هذا ما فعله الجيل السابق بلغتنا فكيف فكيف يلومنا نحن لماذا نكتب بالفرنسية او الانقليزية؟ لكن عالم الانترنت هو عالم حديث جدا؛ ولم يتجاوز عمره 10 سنوات في تونس و البلاد العربية؛ ان عدم توفر النص العربي في النت هو اساسا مسؤولية هذا الجيل ؛ هل هناك مانع موضوعي يمنع شباب المغرب العربي من التدوين باللغة العربية؛ هل يتطلب التدوين معرفة خارقة للعادة في العربية؟ و لا اعتقد اني قابلت فكتور هيغو اوبالزاك و انا اتصفح المدونات التونسية؟ لغة فرنسية عادية بل و سيئة في بعض الاحيان. ان الملايين من الفرنسيين و الانقليز الذين يكتبون بلغاتهم يساهمون في تطويرها و جعلها متوافقة مع متطلبات العصر ؛ فكما يساهم العلماء الفرنسيون بانتاجهم للعلم بلغتهم باضافة مئات الكلمات الجديدة الى اللغة الفرنسية؛ فان المدون و المستعمل العادي للانترنت؛ اي من هم مثلي و مثلك؛ يساهمون بكتاباتهم في تطوير لغتهم و اضافة مئات الكلمات الى معاجم روبار و اكسفورد
ماذا تفعل انت للغتك او بالاحرى لنفسك؟ لاشيء؛ بينما نظيرك الفرنسي يفعل الكثير؛ التنمية و التطور ليسا فقط كلاما في السياسة و شعلرات فضفاضة؛ صراع التنمية و النهضة يبدأ بالجزئيات البسيطة؛ كل من مكانه؛ المدون من مدونته؛ الاستاذ من قسمه؛ العامل من حضيرته...و بذلك تكتمل الصورة. اما ان نبقى فقط ننظر الى الاعلى؛ الى عالم من المثل بينما انت في الاسفل لا تحرك ساكنا بدعوى ان الظروف او السياسات او لست ادري ماذا غير ملائمة فاننا لن نتغير الى يوم الدين
ان النضال و الالتزام اسهل و ابسط مما يتصوره الكثيرون؛ الالتزام ليس سبا للحكومة و انت تحتسي قهوة؛ الالتزام ليس ان تشاهد الجزيرة و تلعن "دين والدين" امركا و اسرائيل؛ الالتزام ليس ان تنظر لهوية انت لا تمارسها
الالتزام هو ان تبتسم قي و جه امك كل صباح؛ الالتزام هو ان تنهض للعمل و تتقنه؛ الالتزام هو ان تحرص على نفسك و على مستقبل ابنك؛ الالتزام هو ان تسعى الى تحصيل العلم؛ ان تكنب؛ ان تدون بالعربي
الأسباب الثقافية
لطالما كان قياس تقدم امة و مدى تحضرها بمدى ما تنتجه من كتب؛ الكتابة هي احد اهم رموز الحضارة بل و ربما حجرها الاساس؛ و ليس من الغريب ان يكون احد اهم ظواهر تخلفنا هو ضعف انتاج الكتب في العالم العربي؛ فمعدل انتاج الكتب في العالم العربي لم يتجاوز 1.1% من الانتاج العالمي رغم ان العرب يشكلون 5% من سكان العالم-تقرير التنمية العربية 2003- الا ان الكتابة في القرن 21 لم تعد تقتصر على الكتاب؛ بل اصبحت الانترنت و الكتابة الالكترونية مقياسا للتقدم. فلو اردنا ان ننشأ مجتمع معرفة عربي فانه من الواجب اولا توفير المادة اللازمة في صفحات الواب حتى تكون مسرحا لتفاعل الفكر العربي؛ انا أعلم ان الوضع صعب و ان الظروف غير مشجعة للشباب العربي؛ و لكن هذا مصير امة و يجب على الشباب الذي يعتبر نفسه واع و ينظر للهوية و القومية و غيرها من الشعارات ان يتحمل مسؤولياته و يناضل من اجل حاضر و مستقبل افضل؛ لأن الهروب و استسهال الكتابة باللغات الاجنبية بدعوى انها اسهل و اكثر تطورا؛ او القول ان اختيار اللغة غير مهم بقدر المحتوى؛ اقول هنا ان الشكل هو المحتوى؛ فكيف لك ان تنظر للهوية و تحارب تخلف امة و انت تتجاهل لغتها و احد اهم مؤسسات الهوية؛ فاذا كان هناك تخلف في هذه اللغة فانه من مسؤوليتك ان تقوم بتطويرها و نأتي بذلك الى الاسباب اللغوية الصرفة؛
الاسباب اللغوية
ان اللغة التي لا تستعمل تموت؛ قد يبدو هذا مبالغة لكن الموت هنا قد لا يكون كليا ولكن في مجال دون غيره؛ فكما ان لغة العلوم العربية تحتضر فان اللغة العربية في مجال الانترنت قد ولدت ميتة؛ نحن نلوم العلماء و المثقفين العرب على انهم تجاهلوا اللغة العربية و قاموا بالكتابة بلغات اخرى؛ بل و نتهمهم ببيع ذممهم و نسيان مشروع التنمية العربي؛ ونلوم الحكومات و السياسات التعليمية على انها لم تركز على تعليم العربية و لا توفر ظروفا حسنة للبحث العلمي؛ ما ينتج عنه هجرة الغقول الى الثقافة الغربية حيث الظروف الملائمة؛ و حيث يكون لما تكتبه قيمة؛ هذا ما فعله الجيل السابق بلغتنا فكيف فكيف يلومنا نحن لماذا نكتب بالفرنسية او الانقليزية؟ لكن عالم الانترنت هو عالم حديث جدا؛ ولم يتجاوز عمره 10 سنوات في تونس و البلاد العربية؛ ان عدم توفر النص العربي في النت هو اساسا مسؤولية هذا الجيل ؛ هل هناك مانع موضوعي يمنع شباب المغرب العربي من التدوين باللغة العربية؛ هل يتطلب التدوين معرفة خارقة للعادة في العربية؟ و لا اعتقد اني قابلت فكتور هيغو اوبالزاك و انا اتصفح المدونات التونسية؟ لغة فرنسية عادية بل و سيئة في بعض الاحيان. ان الملايين من الفرنسيين و الانقليز الذين يكتبون بلغاتهم يساهمون في تطويرها و جعلها متوافقة مع متطلبات العصر ؛ فكما يساهم العلماء الفرنسيون بانتاجهم للعلم بلغتهم باضافة مئات الكلمات الجديدة الى اللغة الفرنسية؛ فان المدون و المستعمل العادي للانترنت؛ اي من هم مثلي و مثلك؛ يساهمون بكتاباتهم في تطوير لغتهم و اضافة مئات الكلمات الى معاجم روبار و اكسفورد
ماذا تفعل انت للغتك او بالاحرى لنفسك؟ لاشيء؛ بينما نظيرك الفرنسي يفعل الكثير؛ التنمية و التطور ليسا فقط كلاما في السياسة و شعلرات فضفاضة؛ صراع التنمية و النهضة يبدأ بالجزئيات البسيطة؛ كل من مكانه؛ المدون من مدونته؛ الاستاذ من قسمه؛ العامل من حضيرته...و بذلك تكتمل الصورة. اما ان نبقى فقط ننظر الى الاعلى؛ الى عالم من المثل بينما انت في الاسفل لا تحرك ساكنا بدعوى ان الظروف او السياسات او لست ادري ماذا غير ملائمة فاننا لن نتغير الى يوم الدين
ان النضال و الالتزام اسهل و ابسط مما يتصوره الكثيرون؛ الالتزام ليس سبا للحكومة و انت تحتسي قهوة؛ الالتزام ليس ان تشاهد الجزيرة و تلعن "دين والدين" امركا و اسرائيل؛ الالتزام ليس ان تنظر لهوية انت لا تمارسها
الالتزام هو ان تبتسم قي و جه امك كل صباح؛ الالتزام هو ان تنهض للعمل و تتقنه؛ الالتزام هو ان تحرص على نفسك و على مستقبل ابنك؛ الالتزام هو ان تسعى الى تحصيل العلم؛ ان تكنب؛ ان تدون بالعربي
هناك تعليق واحد:
أتشرفك بزيارة مدونتي وهي باللغة العربية
إرسال تعليق