الجمعة، أفريل 20، 2007

لمذا نقد الإسلام


حين يمر أحدهم على مدونتك و يجد من الوقت الكافي لترك تعليق على كل المواضيع، متخفيا فلا يملك الشجاعة أن يتحمل على الأقل المسؤولية الأدبية لكلامه، كاتبا أحط كلمات التجريح الشخصي بلغة تدل على مستواه و بيئته، شارحا بكل فجاجة أنك تستحق الموت و ستقتل ، فقط و أكرر فقط لأنه قرأ كلامك و فهم منه أنك تنتقد الإسلام، و أعتبر ذلك إعتداءا على مقدساته، حين يحدث ذلك، و لطالما حدث ولايزال، فإن السكوت و الهروب إلى الأمام لن يكون حلا، بل سقوطا لا إراديا في فخ السلبية التي أمام هجوم الفكر السلفي الإرهابي تعتبر و بحق جريمة في حق أنفسنا لن ندرك آثارها إلا بأشلاء ضحايا عملية إنتحارية جديدة

الحق المطلق في التفكير و التعبير لا يعني قلة الأدب، أو إهانة معتقدات الناس،
كلام جميل جدا و سخيف جدا أيضا و مغالط و غير قابل للتطبيق

إذا كان أي واحد يمر في الشارع أو يقرأ شيئا لك و لا يعجبه، و يحق له أن يقول في هذا إهانة لمقدساتي و بالتالي لي، فإن حرية التعبير ساعتها تصبح معدومة. و حين يعطي هذا الشخص لنفسه حق إرهابك لتسكت، تصير أمام خيارين
:
، أن تخضع و تنتظر اليوم الذي سيحكمك فيه باسم نفس الحق المقدس، فيجلدك كالأنعام لو قصرت لحيتك أو يقطع رأسك لو تركت الصلاة، و هذا ما يحدث فعلا في السعودية و ما حدث في زمن طالبان.

أو أن تستمر في التفكير و التعبير، ، ربما كان هناك أمل في أن يدرك غيره، أو ربما هو نفسه، أسباب الدمار الذي أصاب فكره و جذور ذلك، لعله يغير رأيه، إن لم يكن أحمقا طبعا، فوحدهم الحمقى لا يغيرون آرائهم


و أهم أسباب الخراب الذي يعيشه كل هذا الشرق بنسب متفاوتة، أقول أهمها و ليس الوحيد، هو سطوة الفكر الديني و غياب نقد موضوعي للدين عامة و الإسلام خاصة بإعتباره المكون الثقافي الأبرز لشعوب الشرق.

للإسلام كغيره من الديانات السماوية جذور وثنية، و هو نفسه ولد من رحم اليهودية التلمودية الحاخامية و ليس حتى اليهودية التوراتية الأكثر إعتدالا، و مثل ردة و عودة للجذور في أول الأمر ، ثورة ببعد كوزموبوليتاني كمسيحية بولص، مشروع ثورة للمستضعفين ، و ككل ثورة، سرقها السادة أنفسهم ، و حولوها لإمبراطورية استعمارية، انتشرت بحد السيف على جثث القتلى و صراخ اليتامى و السبايا،

ما وصلنا منه اليوم تراكم مئات السنين، أحرقت فيها كل الكتب التي لا توافق الدوغمائية الرسمية، بدأ بكتب مكتبة الإسكندرية التي يروى أنها فرقت على الحمامات و قودا لم تستنفذ إلا في ستة أشهر، مرورا بكتب و جثث المعتزلة و الزنادقة و الهراطقة، من الحلاج إلى فرج فودة

القتل عقوبة التفكير غالبا

فلا عجب أن غاب نقد الإسلام
و لا عجب أن إختلطت الخرافة بالدين فصارت أغلالا كسرها أعسر من تحطيم قيود الفولاذ

و لأن الأمر وصل اليوم لقرية كونية صغيرة التعبير فيها متاح و التفكير مباح، فإن نقد الإسلام يصبح ضرورة من ضرورات معركة التقدم و التطور و الخروج من زمن التخلف، لن و لم تسكت الكنيسة الإسلامية، كما لم تسكت الكنيسة المسيحية، و هذا طبيعي فحملة مفاتيح الجنة لهم مصالح يدافعون عنها حتى الموت. و اتباعهم من الصبية لن يتورعوا عن أي شيئ ككل من غسلت دماغه،

فليكن بيدي إذا لا بيد عمرو، ما دام الموت عائد إلى الشرق


عماد حبيب
http://imedhabib.blogspot.com


ليست هناك تعليقات: