أهلا بالجموع
اليوم حكاية أخرى ماهيش عاجبتني، وهو كي تجي تشوف الحكايات اللّي ماهيش عاجبتني أكثر من حكاية واحدة أما ما يهمّش، كل نهار وقسمو في إنتظار أنّها تعجبني حاجة في هالبلاد حاشى صلاّحها
أنا كيما لاحظو القرّاء الأوفياء - باش ما نقولش القدم ونزيدو نعملو أصناف متاع قديم وجديد في القرّاء بعد ما عملو التصنيف هذا في المدوّنين- حاسيلو كيما لاحظتو وإلاّ ما لاحظتوش، فإنـّي نعطي ساعات أهمـية كبيرة للكلمات سواء اللّي نستعملها أنا أو اللّي يستعملوها الناس في المجتمع، والسبب هو أني نعتقـد أنّها اللّغة المستعملة تعكس فهم المجتمع في فترة معينة لأفكار ومعاني معينة، سواء كان الأمر بصفة واعية إرادية أو بصفة لاواعية وعفويّة، على خاطر حسب رأيي موش كان الأفراد عندهم وعي ولا وعي بمعنى علم النفس، بل حتى المجموعة كيف تعيش مع بعضها يولّي عندها لاوعي وخيال وأفكار مشتركة ولو كان حتى حدّ ما يقولها ويصرّح بيها على وجه وقفى، وهنا يجي دور اللغة اللّي ساعات تفضح وتكشف اللي يدور في لاوعي المجتمع من أفكار وأحلام و "فانـتاسموات" وكوابيس
حاسيلو ما نعرفش علاش طوّلت في المقدّمة هكّا وفاش نستنـّى باش ندخل في الموضوع على خاطر ماهوش من عاداتي باش نضيّع وقت الناس وخاصة وقتي في الحديث الزايد، لكن المقدمة ماهيش خارج الموضوع، على خاطر الموضوع يتعلّق بكلمة أو عبارة من العبارات اللّي نستعملوها في تونس في عدّة ميادين ألا وهي كلّ ماهو مشتق من فعل كسّر يكسّر تكسيرا، واللّي يهمّني أكثر في هذا الإطار هو إستعمالها في المجال الجنسي والعياذ بالله، بحيث يستعملو الكلمة هاذي للدلالة على فقدان الفتاة لعذريّتها عند ممارستها للجنس لأول مرّة أو عند أية مناسبة أخرى، بحيث يقال فلانة مكسّرة، وفلانة موش مكسّرة، و فلان كسّر فلانة، وتكسّرها تاخذها، ومكسّرة من كذا ومكسّرة من كذا وهذا الكلّ كلام راكم سمعتوه، يعني من غير ما تدوخولي لهنا على خاطر ما عندي لا زهر ولا عطرشية باش نفيّقكم، عندي كان الشلابق للّي يحبّ أما ماهوش آفار
نرجعو للموضوع بالله... تي قولولي يعيّشكم، شنوّة هالكلام هذا؟ شنوّة هـ"الفيناس" هاذي؟ شنوّة كسّرها وما كسّرها؟ ياخي صحن هي وإلاّ كاس باش يطيح يتكسّر؟ واللّه أنا نعرف في الكورة واحد ينجـّم يكسّر واحد، يعني يهبطلو "طاكل" يقسملو القصبة متاعو كيما كان يعمل لطفي المحايسي هاك العام، أما هاذي زوز من ناس رقدو مع بعضهم في فرش، يهبط واحد صحيح والآخر عايب يا رسول الله، بصراحة ما فهمتهاش
بالطبيعة العبارة هاذي فيها برشة تحقير للمرأة، يعني تقولش عليها كعبة ياغورت وإلاّ حكّة سردينة تحلّت وما عادش تصلح، وفيها زادة موقف واضح من الحريّة الجنسية بصفة عامة واللّي مازالت ما عندهاش معنى في بلاد الكرب. تي إنتي شوف في اللغة العربية الفصحى آش يقولو؟ إفتضّ بكارتها، من الإفتضاض وأصلها يرجع للفضّ بالفتحة على الفاء، والفض حسب "قاموس الحلّوف في تركيب الحروف" هو الجادور البوجادي والعضروط، يعني معاني بكلّها رومانسية وحنان، حاجة تذوّب القلب بصراحة، حاسيلو ملّي تسمعها تبدى طول تخمم في صفحة صدى المحاكم
شوفو توّة الفرنسيس مثلا آش يقولو لوصف نفس العملية اللّي قريب نردّوها حرب إبادة جماعية:
Dévirginer, dépuceler, déflorer...
و "ديفلوري" هاذي تعني قطف النوّارة أو الوردة، ومن هنا جات كلمة "القطيف"، والمفيد هنا هو أنو موش لازم التقوعير والتجودير باش نحكيو على مسائل بسيطة ينجم كل واحد يبدى عندو منها موقفو الخاص ويتكلّم عليها كيما البشر موش كيما التمساح
إلى جانب الاستعمال هذا، عندنا في لغتنا معاني أخرى للتكسير، وباش ما نظلمش اللاوعي الجماعي للمجتمع التونسي، لازمني نقول أنّهم الرجال زادة ما منعوش من التكسير في عديد الحالات، ولكن على عكس المرأة فإنّ التكسير اللّي يتعرّضلو الراجل أخف وطأة وأرفق بما أنه تكسير جزئي، يهبط على عضو واحد من أعضاء الرجل، فتلقى منّو أنواع كيما تكسير البطاطا، تكسير الكرايم، تكسير الراس، تكسير الـكذا وحتى تكسير الكذا بيدو، والنوع الأخير هذا هو اللّي أنا واحد من الناس نكرهو ونهرب منّو وتلقاني ديما نقول "ما تكسّروليش الكذا متاعي يرحم والديكم" أما برشة ناس ما تفهمش
المفيد الحمد الله أنّو الواحد ما ينجـّمش يتكسّر بصفة كاملة ، ولو هو فمّا ديما إمكانية للتكسير للّي يحبّ يتبّع القلم هذا، وفي الحالة هاذي ما يهمّش أنو يكون راجل وإلاّ مرا، صبيّة وإلاّ هجّالة، المفيد أنّو يكون عندو منصب باهي تحسدو عليه العباد وإلاّ مسؤولية في القطاع العام ، التكسيرة في الحالات هاذي أخيب ياسر من التكسيرات اللّي سمعتو بيها الكلّ على خاطرها ضربة خاطية وما تعرفهاش لا كيفاش ولا وقتاش ولا منين تجيك، والناس عادة في بلادنا ماهمش ناقصين تنبير، وإنتوما اللّي تقراو المدوّنات متاعنا على "النبّاروسفار" عندكم أكيد فكرة على المسألة. تلقاها عاد هاك البطالة الكلّ لاممين بعضهم ويورّيو فيه المسكين بالصبع، في "هاذاكا وزير مكسّر"، و"الآخر والي مكسّر" حتى يوصلو للبوليس المكسّر والشاوش العايب والسوجيقات المجبّر، حاسيلو ماهو كيما يقولو فيها "البقرة كيف تطيح تكثر سكاكنها"، أما المشكلة فاش، النوع هذا من العباد اللّي يجبدو السكاكن للبقرة الطايحة عمرهم ما يجبدو كي يكون مغرفة على جربوع واقف، وتلقى قرونهم أكبر من قرون أكبر بقرة، هذا إذا كان ما هبّطوش سراولهم مرّة وحدة وقالولو "كسّرنا يا سيدي الجربوع"
هيّا يزّي من الخرافات، برّى أرقد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق