عبر المشاهد والناقد التونسي عن إشادة كبيرة للفيلم الجديد للمخرج التونسي الشاب نجيب بالقاضي. ورغم صعوبة تسويق مثل هذا النوع من الأفلام تجاريا، فقد صمم المخرج على أن يعرض بقاعات السينما انطلاقا من الإثنين 8 يناير الجاري، قرار المخرج هذا أتى أكله حيث سارع العديد من الأشخاص لمشاهدته.
و فيلم "كحلوشة" هو صورة مجهرية لحي الكازمات في مدينة سوسة الساحلية. فمنصف كحلوشة بطل الفيلم، هو في الواقع، عامل في طلاء المنازل، ونزيل سجن في الماضي. حبه للسينما انطلق من ارتياده لقاعات السينما في سوسة، وعبر اختلاطه بالممثلين العالميين، الذين يزورون سوسة إما للعمل أو للاصطياف.
هذا الشاب، الذي اضطرته الظروف الاجتماعية القاسية، لترك الدراسة، و للعمل المضني من أجل قوت العيش، تحول إلى سارد لقصص يتخيلها، يقوم أبناء حيه، وجيرانه، بأدوار البطولة فيها. ثم يعرض كحلوشة أفلامه في مقاهي حي كازمات، ويتناقلها الناس وتنسيهم أحزانهم.
و يضيف كحلوشة أنه التقي نجيب بالقاضي، صدفة وقال "التقيت بالقاضي عندما كنت أصور فيلم "تارزان" في إحدى الغابات المجاورة لقرية كازمات، عندها اكتشفني".
عالم كحلوشة، وقصته يرويها نجيب بالقاضي. بطالة، إجرام، تهميش، وانسداد للأفاق وهجرة سرية. مواضيع عدة تجعل من المنصف كحلوشة مرآة عاكسة في عدسة المخرج.
ويقول نجيب بالقاضي لمغاربية "أنا في الواقع لم أذهب لتصوير القضايا وإنما لسرد حكاية تحمل قضايا فرضت نفسها. وحي كازمات هو حي شعبي، فيه مشاكل اجتماعية، وكل منزل فيه مشكل. لكننا لا يجب أن نرفض أناسا مثل كحلوشة، ولا نتحدث معهم أو عنهم. يجب أن نفهم أوضاع الناس والسبب الذي دفعهم إلى ذلك. وأقول في النهاية، السينما لا تغير العالم و إنما توعي الإنسان".
سهير قدور، طالبة في الفنون الجميلة، تقول "فيلم واقعي إلى حد النخاع، يجعلك تعيد النظر في العديد من المسائل، وتشعر أن تونس ليست وردية كما يصور لنا دائما و إنما هي ككل دول العالم فيها الفقير والغني، وفيها مشاكل، وأزمات".
لاقى الفيلم استحسان النقاد والصحافيين، على حد سواء. فكتبت جريدة الصريح التونسية "لقد ازددت إعجابا وانبهارا بفكرة الفيلم و واقعيته، وبذهابه الى عمق الناس".
أما جريدة "الصحافة" فكتبت "فيلم كحلوشة، متفرد بكل المقاييس في لغته السينمائية، وفي موضوعه وفي مستوى جرأته الكبيرة وفي ما يتركه من دهشة لدى كل من يشاهده".
يذكر أن الفيلم الوثائقي الطويل "كحلوشة" قد شارك في العديد من التظاهرات والمهرجانات الدولية من ذلك عرضه في يوم تونس بمهرجان كان 2006 ومشاركته في أيام قرطاج السينمائية 2006. وكذلك في المهرجان الدولي للفيلم بدبي خلال شهر ديسمبر المنقضي حيث تحصل على الجائزة الأولى في مسابقة الفيلم الوثائق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق