السبت، جانفي 13، 2007

مـجـتـمـع الـمـعـرفــة

Xtravaganza

أكيد أنّكم سمعتو، ولو مرّة وحدة، بكلمة مجتمع المعرفة وبإقتصاد المعرفة أو الإقتصاد اللاّمادّي، والأكيد راهو فمّا شكون قاللكم أنّ المفاهيم هاذي هي مفتاح التقدّم و"المص-تقبل" والسلاح الجديد اللّي البلدان باش تستعملو في "معركة" التنمية، ولو أنا واحد مالنّاس عمري ما حضرت على عركة بسبب التنمية بالرّغم أنّي نسكن في حومة عربي والعرك اللّي نحضر عليه في الأغلبيّة يا على الشراب يا على الفلوس يا على الأناثي


المفيد باش ما نطوّلش عليكم حبّيت اليوم نحكيلكم على المفاهيم الجديدة هاذي باش ما تبداوش ضايعين فيها كيف تسمعو الحكايات هاذي في المستقبل ونبداو بكلّنا نحكيو نفس اللغة


باختصار شديد، مجتمع المعرفة هذا هو المجتمع اللّي المعرفة والمعلومات عندها فيه قيمة كبيرة، وأكبر حتّى من المكاسب والممتلكات الماديّة كيما الديار والكراهب والفلوس والبترول ولحم العلّوش


يحب يقول اللّي باش يكسب المعرفة، مهما كان نوعها، هاذاكا هو اللّي باش يسلّكها، أمّا اللّي ما يوصلش للمعرفة وللمعلومات، هاذاكا سعدو مكبوب وأيّامو تهردت، على خاطرو باش يطيح في الهوّة الرقميّة، وهي عبارة على فوسي أو هفهوف كبير باش يلوّحو فيه الشعوب المتخلّفة الكلّ ويرتاحو من مناظرهم المقلّبة إلى قيام السّاعة


برشة ناس تظن أن حكاية مجتمع المعرفة هي حكاية جديدة وما ظهرت كان مع الأنترنات والتكنولوجيا العصريّة، لكن الناس المختصّين كيفي أنا يعرفو أنّها بلادنا هي من أوّل البلدان اللّي عرفت مجتمع المعرفة، وماهيش صدفة كيف الأمم المتّحدة إختارتنا باش نستقبلو القمّة العالميّة لمجتمع المعلومات في نوفمبر اللّي تعدّى


نحنا في تونس فهمنا قبل الأمريكان والألمان والعالم المتقدّم الكلّ أنّو الإنسان بلاش معرفة ما يسوى شيء، وتلقانا ديما كيف باش نقضيو قضية نلوّجو على معرفة، واللّي ما عندوش معرفة يلوّج على معرفة معارفو. أمّا اللّي ما عندوش المعارف، وحدو وحدو يفهم روحو ويشدّ دارو، على خاطرو واعي اللّي هو يعيش في مجتمع المعرفة، أو بالأحرى مجتمع اللّي عندو المعرفة، وبالتالي زايد باش يحاول يستعمل معانا وسائل أخرى


المعرفة تعاون الإنسان برشة وتسهّلّو حياتو وتقضيلو شؤونو خير من أيّ طريقة أخرى، وهاذاكا علاش أنا نشجّع كل إنسان باش ينخرط في مجتمع المعرفة ويسعى بكل جهدو باش يكون عندو أزيد ما يمكن من المعارف


فمّا بعض الناس من الرّجعيين، الله يهديهم، جايين ضدّ حكاية المعرفة هاذي، ويسمّيو فيها في أسامي خايبة برشة كيما المحسوبيّة والزبونيّة والوساطة والمحاباة والتحيّز والفساد، بالشماتة باش يكرّهو فيها النّاس ويظهّروها حاجة خايبة للعامّة البسطاء، في حين أنّها من عوامل التقدّم والحضارة، وهاني باش نبيّنلكم علاش


توّة نحنا في بلادنا قدّاش من رقبة؟ عشرة ملاين كان طارت؟ يعني تقريب بكلّنا نعرفو بعضنا، وكيما يقولو، كان جينا في الصين رانا بكلّنا نقعدو فرد قهوة،


يعني هذا أنّو لو كان كلّ واحد منّا يقضي لمعارفو، في نهاية المطاف النّاس الكلّ باش تسلّك أمورها وكلّ واحد ما يروّح كان فرحان


يبقى لهنا دور المواطن اللّي لازم يتحمّل مسؤوليّتو ويسعى باش ربّي يباركلو ويلقى المعرفة اللّي باش يسلّكهالو ويقضيلو أمورو، موش يبدى قاعد ويحبّ المعرفة يجيه ليديه، هاذاكا يا حسرة كيف كانت الشيوعيّة عاملة مسدّ قبل ما يفيقو بيها اللّي هي نظام فاشل


تبقى أخيرا حكاية إقتصاد المعرفة، واللّي عندها معنى مختلف في بلادنا على بلدان العالم الخارجي، على خاطر كيما قلتلكم ، نحنا اكتشفنا الحكايات هاذي قبلهم


إقتصاد المعرفة عندنا نحنا يلزم نفهموه على معنى الإقتصاد في المعرفة، يعني كيما الإقتصاد في الماء وفي الكهرباء وفي المازوط، والسبب واضح وبسيط وهو اللّي نحنا إكتشفنا من سنين أنّو "كلمة لا ما تجيب البلاء" وأنّو اللّي يعبّي راسو بالعلم والمعرفة ما يحصّل كان وجيعة الرّاس والميزيريا الكلبة، وأنّو خيارو بنادم لا يشوف لا يعرف ولا يوجع قلبو، على خاطرو على قدّ ما يزيد يفهم ويعرف، على قد ما يزيد تعاسة وهم على قلبو حاشاكم


هاذاكا علاش الطبّ الحديث يشجّعكم على البهامة والجهل والإقتصاد في المعرفة، تعيشو في خير وما تقلّقوش غيركم، وأنا هاني نصحتكم وإنتوما تعرفو ما يصلح بيكم

ليست هناك تعليقات: