السبت، ماي 19، 2007

حسن التدبير في فتاوى الحمير بين الرضاعة الكبرى و رضاعة الكبير

trapboy



فتوى غريبة أصدرها أحد أئمـّة جامع الأزهر في مصر أخيرا، بعثهالي مشكور أحد القرّاء وكان قد تحدث عنها موقع قناة العربية وتحدّثت عنها زميلتنا في التدوين نادية "الحديد يزيد" اليوم. الفتوى صدرت عن د.عزت عطية رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر وهي تقضي بأنّ المرأة التي تعمل في مكان تكون فيه مجبرة على البقاء في خلوة، يعني راس راس، في مكتب أو بيت مغلقة من الداخل، يمكنها تحليل الخلوة بـ... إرضاع الزميل من صدرها الحنين، وبذلك يصير الزميل محرّما، يعني وكأنّه أخوها أو إبنها بالرضاعة، وهكذا يمكن لها أن تبقى معه في الخلوة فتصبح بذلك الخلوة شرعية وحلالا مبينا.

الحكاية أخذت أبعاد كبيرة في مصر، ووصلت للبرلمان حيث إحتجّ عليها عدد من النواب والصحفيين، وقام جدال فقهي بين محلل ومحرّم، وكلات الدنيا بعضها في ترضّعو ما ترضّعوش

أنا من ناحيتي مانيش باش ندخل في الجانب الفقهي، وعلى ما يبدو صاحب الفتوى إستند على أحاديث صحيحة والله أعلم، أما فكّرت في المسألة من ناحية عمليّة: الدكتور يقول أنّو إرضاع الكبير هذا يكون من الثدي مباشرة ويكون خمسة رضعات، يعني على حساب هذا ما يكفي من الحليب باش الراجل يعمل قهوة ديراكت خفيفة، بما أنّ رضعة الكبير طبعا أكبر من رضعة الصغير، طيب لكن المشكل هنا هو في حالة كون المرأة هاذي أو الزميلة ما عندهاش من الأكياس الهوائية الحامية من الحوادث أو "الإيرباق" ما يكفي لسدّ الرمق والعياذ بالله، فكيف يمكن تحقيق عملية إرضاع الكبير في هذه الحالة؟ هل يمكن الإستعانة بالحليب الصناعي المركـّـز؟ وفي هذه الحالة هل يقع إستعمال حليب الأطفال أم أي ماركة حليب في السوق؟ وبما أننا نشرب حليب البقر عموما، هل يمكن أن نعتبر أنفسنا إخوانا بالرضاعة لكلّ عجل يولد على وجه الأرض؟

أسئلة كثيرة من الناحية التطبيقية في حاجة للتوضيح، ولكن تصوّرو أنّو أيّ واحد يرضع من صدر وحدة يولّي يحترمها ويعاملها كيف أختو، والله لو كان صحيح أنا مستعدّ لتطبيق شرع الله، ويا حبّذا لو الناس بكلّها تعامل بعضها معاملة الإخوة، يعني بإحترام ومن غير سوء نيّة، وقتها نقول خلّي الناس ترضع لبعضها ويا سعد من رضع ورضـّع، و لكن أنا وحسب الحالات العملية اللي عايشتها، لاحظت عكس هذا، فالرضاعة غالبا ما تكون مصدر إضافي للمشاكل والكراهية والإشمئزاز، وهي حالات عامة نشوفوها كل يوم في المجتمع من رضاعة متواصلة، لا تتلوها لا أخوّة ولا إحترام.

ففي العديد من البلدان تنتشر ظاهرة الرضاعة الكبرى، وهي أهم وأكثر إنتشارا من رضاعة الكبير لتحليل الخلوة بين الذكور والإناث، فنجد الناس بين راضع ومرضوع في حالة من الرضاعة الأبديّة، حيث نجد فيها خطـّة المرضع الأكبر، وهو شخص يتبنـّى الجميع بالرضاعة، فما من كائن إلاّ وقد أرضعه إن لم يكن عن طيب خاطر فبتدريع الخواطر، ولا يتطلب هذا النوع من الرضاعة أية خلوة شرعية أو غير شرعية، بل يمكن للراضع أن يرضع حتى في غياب المرضوع، وقد سهّلت التكنولوجيات الحديثة من راديو وتـلـفزةهذه العمليات ممـّا حوّل بعض وسائل الإعلام إلى مراكز عالمية للرضاعة، ومع ذلك وبالرغم من كل هذه الرضاعة المنتشرة، فـإنّك لا ترى أي أثر للإحترام ولا للأخوّة بين الناس، بل أنهم في حالات كثيرة يتنافسون على الرضاعة، وكلّ واحد يحبّ يرضع أكثر من خوه، والرضّاعة الكبار في كل بلاد سكّرو الباب في وجه الرضاعة الصغار اللّي حابّين يعملو لأنفسهم مكانة جديدة في عالم الرضيع، أمّا المرضع الكبير فإنّ الأجهزة الرضعيّة متاعو تعبت من كثر العمل المتواصل 24 على 24، خاصة أنّو ما عندوش شكون ياخذ عليه المشعل ويرتـّحوا من أفواج الرضـّاعة اللي تستنـّا باش تمارس حقها المشروع في تحقيق الأخوّة الرضعيّة الوطنية.

يمكن إذا أن نتساءل عن الإضافة اللي جاء بها هذا الإمام من جامعة الأزهر، مادامت الناس كلّها أصلا إخوة بالرضاعة الكبرى قبل الرضاعة الصغرى، وزيادة على هذا فإنه حسب رأيي المتواضع لم تعد هناك حاجة عمليّا لتحليل الخلوة مادامت الدنيا باش تخلى على رؤوس الجميع في أقرب وقت ممكن حسب آخر التوقعات، يعني الخلوة جاية جاية، حاسيلو إفتي وربي معاك

ليست هناك تعليقات: