فسيفساء
لما كان جامع الزيتونة يعج بالعلماء والفقهاء وكان الطلبة يأتونه من المشرق والمغرب، لم يحدث أن فتى أئمته ومشايخه وعلمائه بفتاوي تبيح الخمر وارتياد الملاهي والكافيشانطات ولعب الميسر واستهلاك التكروري. لم يفتو بتحليلها ولا تحريمها. كان أئمة هذا الصرح العلمي يعتقدون أنه لا مجال للإفتاء في أشياء ومسائل من مثل هذا النوع لأن المسلم الحقيقي يعلم ما هو صحيح وخطأ.
واليوم، يتحفنا البعض (أقول البعض) من علماء الأزهر من حين لآخر بفتاوي تبيح القتل والجهاد أو تحرمه وها هي تبيح إرضاع الكبير.
وكل ما أخشاه أن يتم تأويل كلمة “إرضاع” ويتم اتباع المقارن والقياس والأخذ بالعولمة فيحصل الجدل حول وضعية الارضاع ومكانه وشكله ومصدره وهل هو من فوق أو من تحت وفي أي وضع وبأي أسلوب وشروط صحته ونفاذه.
ربما “رضع” الشيخ والله أعلم كيف وأين وممن فاستحب الرضاع وأراد أن تعم النعمة على بقية الأمة.
وقد نري في دعوات كبارنا غدا: أرضعونا كبارا كما أرضعتنا امهاتنا وأكثر. لأن الكبير تكبر عينه وقد يشتاق الرضاع من كل الجسد.
سامح الله الراضع والمرتضع
هناك تعليق واحد:
إرسال تعليق